للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نظم المجد لأبطال الحمى ... ونظمت الشعر نارًا ودما

يا فلسطين ارفعي تاجيك في ... دولة البأس وزيدي شمما

صخرة صماء تحمي صخرة ... علمتها كيف تشفي الصمما

أسمت "بلفور" نجوى وعده ... ترتمي حزنًا وتمضي ندما١

وحين يقتل الطليان الشهيد المسلم، عمر المختار سنة ١٩٣١، يذيع شوقي همزيته الرائعة، التي يصور فيها كيف ضجت أفريقيا على البطل العظيم، الذي ركزه المستعمرون -عن جهل- لواء يتجمع تحته المظلومون ليثأروا من ظالميهم. ومن تلك القصيدة قول شرقي:

ركزوا رفاتك في الرمال لواء ... يستنهض الوادي صباح مساء

يا أيها السيف المجرد في الفلا ... يكسو السيوف على الزمان مضاء

أفريقيا مهد الأسود ولحدها ... ضجت عليك أراجلا ونساء

والمسلمون على اختلاف ديارهم ... لا يملكون على المصاب عزاء٢

ويذيع محرم قصيدة في نفس المناسبة، معتبرًا المصيبة مصيبة الإسلام والمسلمين، فيقول:

هتف النعي فما ملكت بياني ... ليت النعي إلى الإمام نعاني

ذعر الحطيم وراع يثرب حائط ... للموت ضج لهوله الحرمان

سهم أصاب المسلمين وجال في ... كبد الهدى وحشاشة الإيمان٣

وحين ينكل الصهيونيون بأبناء الإسلام والعروبة في فلسطين، يقول محرم من قصيدة له سنة ٣٨ متنبئًا بما سيجره اغتصاب الأرض المقدسة على الإسلام والعروبة من ويلات، ومثيرًا الهمم إلى خوض معركة الحياة ضد الصهيونية الباغية:


١ ديوان محرم المخطوط "عن الاتجاهات الوطنية للدكتور محمد حسين جـ٢ ص١٥٥".
٢ الشوقيات جـ٤ ص١٧-١٨.
٣ ديوان محرم المخطوط "عن الاتجاهات الوطنية للدكتور محمد حسين جـ٢ ص١٥٤".

<<  <   >  >>