للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحسن كامل الصيرفي١، وهكذا نرى أن هؤلاء الذين يعتبرون الدعامات الأولى لهذا الاتجاه -كانوا جميعًا ممن يقرأون الشعر "الرومانتيكي" ضمن ما يقرأون من أدب أوروبي، وكان لهم ميل خاص إلى" وردز وورث" Wordsworth" و"بيرون" Byron و"شيلي" Shelly و"كيتس" Keats من "الرومانتيكيين" الإنجليز٢. بل إن بعض رواد هذا "الاتجاه الابتداعي العاطفي"، كان مفتونًا ببعض هؤلاء "الرومانتيكيين" لدرجة تشبيه نفسه به، واتخاذ حياته نمطًا لحياته، فأبو شادي مثلًا، كان يرى في حياة "كيتس" صورة لحياته، وكان يتحدث عن هذا الشاعر الإنجليزي، وكأنه يتحدث عن نفسه، وكان يرى في تلك المشابهة عزاء عما يعانيه من اضطهاد وعدم تقدير، ومما قاله في ذلك عن "كيتس": "إن أساليبه ونزعاته التجديدية لم ترض جمهرة الأدباء في البداية، ولكنها استحالت فيما بعد إلى مفخرة من مفاخر

الأدب الإنجليزي، وأن شخصيته الأدبية القوية لم تهضمها البيئة ولا المطالعات، بل هو الذي هضمها.. وأن المواهب الجديدة


١ ولد حسن كامل الصيرفي في دمياط سنة ١٩٠٨، ولم تشأ الظروف أن يتم دراسته، فغادر المدرسة سنة ١٩٢٥، وهو في أوائل الدراسة الثانوية، ولكنه استمر في تثقيف نفسه بالقراءة، والتحق سنة ٢٦ بوظيفة في وزارة الزراعة، حيث ظل إلى سنة ٤٢، فانتقل إلى سكرتارية مجلس النواب، وعندما أنشأت وزارة الإرشاد صحيفة المجلة انتدب سكرتيرًا لتحريرها.
وقد بدأ بنشر شعره في أواخر العشرينات بمجلة العصور، ثم نشر في أبولو حيث أنشئت سنة ١٩٣٢، وأخرج أول دواوينه سنة ١٩٣٤ باسم الألحان الضائعة، ثم نشر ديوانه الثاني سنة ١٩٤٨ باسم "الشروق"، وله دواوين مخطوطة لم تنشر هي: "قطرات الندى" و"دموع وأزهار" و"رجع الصدى" و"حول النور".
اقرأ عنه في: الشعر المصري بعد شوقي لمحمد مندور، الحلقة الثانية ص١١١ وما بعدها.
٢ انظر: علي محمود طه للسيد تقي الدين "المقدمة التي كتبها صالح جودت" ص٦، وانظر: محمد عبد المعطي الهمشري لصالح جودت ص٣١، ورائد الشعر الحديث لمحمد عبد المنعم خفاجى جـ٢ ص٢٨١، ومجلة البعثة الكويتية عدد إبريل سنة ١٩٥٤.

<<  <   >  >>