للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البديع والألاعيب، إلى جزل يحوي كثيرًا من روح الشعر -نقول: إنه بالإضافة إلى هذا الشعر، التقليدي بجانبيه، له بعض النماذج ذات الومضات، الفنية الذكية، ولعل أهم هذه الومضات، روح الدعابة والفكاهة المصرية، التي تصل أحيانًا إلى ما يشبه الرسم "الكاريكاتوري"، وببعض النماذج التي قدمها صفوت الساعاتي من هذا الشعر، يمكن أن يعد مؤسسا للشعر الفكاهي في الأدب الحديث، ومن تلك النماذج قصيدته التي يداعب فيها بعض الشيوخ النحاة، الذين كانوا في نظره يعيشون على مضغ المصطلحات، ولوكها دون جدوى. وفي القصيدة يعرض الشاعر باستخدام مصطلحات النحاة، ويقدم بعض التراكيب والصور الضاحكة، التي ترد هنا على مسئولية صاحبها، وناقل الكفر ليس بكافر.. يقول الساعاتي:

إذا ارتفعت بالنحو أعلام علمنا ... جعلنا جواب الشرط حذف العمائم

ليعلم من بالنصب يرفع نفسه ... بأن حروف الخفض غير الجوازم

ويعلم من أعياه تصريف اسمه ... بأنا صرفناه كصرف الدراهم

نصبنا على حال من العلم والعلا ... وكنا على التمييز أهل المكارم

لأنا رأينا كل ثور معمم ... يكلف قرنيه بنطح النعائم

يجر من الإدلال فضل كسائه ... كأن الكسائي عهده عنده غير عالم

إذا نظر الكراس حرك رأسه ... وصاح: أزيد قام أم غير قائم؟

وقال: المنادي اسم شرط مضارع ... وظرف زمان، نحو جاء ابن آدم

وجمعك للتكسير اسم إشارة ... كقولك: نام الشيخ فوق السلالم١


١ انظر: ديوان الساعاتي ص١٧٣-١٧٤.

<<  <   >  >>