ولذا يحسن أن يقسم هذا العصر الحديث الطويل، الذي يبلغ نحو قرن وثلثي قرن إلى فتراته المختلفة، التي يتميز كل منها -إلى حد كبير- بطابعه السياسي والاجتماعي والثقافي، ثم بطابعه الأدبي، نتيجة لذلك كله، وبهذا يتيسر الدرس، ويكون أقرب إلى الدقة، وتلك الفترات هي:
الفترة الأولى: من الحملة الفرنسية إلى ولاية إسماعيل من١٧٩٨ إلى ١٨٦٣.
الفترة الثانية: من ولاية إسماعيل إلى الثورة العرابية من ١٨٦٣ إلى ١٨٨٢.
الفترة الثالثة: من الاحتلال البريطاني إلى نهاية ثورة ١٩ من ١٨٨٢ إلى ١٩٢٢.
الفترة الرابعة: فترة ما بين الحربين من ١٩٢٢ إلى ١٩٣٩.
الفترة الخامسة: من الحرب العالمية الثانية إلى قيام ثورة ٢٣ يولية من ١٩٣٩ إلى ١٩٥٢.
الفترة السادسة: من قيام الثورة إلى اليوم من ١٩٥٢ إلى اليوم.
وإذا تأملنا الفترة التي نعيشها اليوم، وقارناها بما نعرف من تاريخ الفترات السابقة، وجدنا الاختلاف يصل أحيانًا إلى درجة التباين أو التناقض، وخاصة إذا كانت المقارنة بين اليوم والأمس البعيد، وهذا من شأنه أن يثير تساؤلا معقولا، وهو: كيف يمكن أن يندرج مثل هذا التاريخ الطويل المختلف الفترات تحت عصر واحد؟ وكيف يمكن مثلًا أن يسمى كل من نتاج أوائل القرن التاسع عشر، ونتاج الثلث الأخير من القرن العشرين بالأدب الحديث مع ما بينهما من خلاف ليس أقل من الخلاف بين القديم والحديث؟
والجواب أن القديم والحديث من الأمور السنية، فما هو حديث اليوم، وسوف يكون قديمًا في الغد، وما هو قديم اليوم، قد كان حديثًا بالأمس، وكل ما في الأمر أن تاريخنا الأدبي مرتبط بتاريخنا السياسي، وقد اصطلح