سجدا الكوفي هدى للشام دع ... قليل الثاني غدا له امتنع
وأقول: اعلم أن في سورة الإسراء موضعا واحدا مختلفا فيه وهو قوله تعالى: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} وقد انفرد الكوفي بعده وهذا معني قولي: "سجدا الكوفي" ثم أمرت بترك عد قوله تعالى -في سورة الكهف:{وَزِدْنَاهُمْ هُدى} للشامي فيكون معدودا للباقين، ومعنى قولي: قليل الثاني إلخ أن قوله تعالى: {مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيل} يعده المدني الثاني وحده وقوله تعالي: {ذَلِكَ غَدًا} امتنع عده للمدني الثاني فيعد لغيره، فالضمير في قوله:"له" يعود على المدني الثاني، والخلاصة أن من يعد "قليل" لا يعد "غدا" وبالعكس والله أعلم.
قلت:
زرعا نفى الأول مع مكيهم ... كأبدا بعد لثان شامهم
سببا الأولى كزرعا في العدد ... وعد باقيها العراقي اعتمد
وأقول: أعني أن قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا} نفى عده المدني الأول والمكي.. وعده الباقون. ومعني قولي:"كأبدا" إلخ أن قوله تعالى: {أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا} انتفى عده للمدني الثاني والشامي١ وعد للباقين. وقيدت "أبدا" بكونه واقعا في التلاوة بعد زرعا المذكور للاحتراز عن المواضع الأخرى المعدودة بالإجماع، مثل:{مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا} و {وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} و {فَلَنْ يَهْتَدُوا
١ ففي البيت تشبيه زرعا بأبدا في نفي العد أي انتفى عد زرعا للمدني الأول والمكي كما انتفى عد أبدا للمدني الثاني والشامي.