يختلفون أولا لا الكوف عد ... معه الدمشقي ثاني الدين اعتمد
وأقول: المعني: أن قوله تعالى: {يَخْتَلِفُون} في الموضع الأول وهو {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} عده غير الكوفي من الأئمة. وتقييده بهذا الموضع لإخراج الموضع الثاني المجمع على عده وهو:{أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} وأن الكوفي اعتمد عد لفظ الدين في ثاني مواضعه ومعه الدمشقي. وذلك قوله تعالى:{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} فالحجازيون والبصري والحمصي لا يعدون هذا الموضع. وتقييده بهذا للاحتراز عن الموضع الأول وهو {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّين} فإنه متفق على عده:
قلت:
كوف له ديني وهاد ثانيا ... فسوف تعلمون عنه رويا
بشر عبادي عند مك ارددا ... مع أول الأنهار عنهما اعددا
وأقول: اشتمل البيت الأول على مواضع ثلاثة انفرد الكوفي بعدها: الأول {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} والثاني: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الذي بعده {وَمَنْ يَهْدِ اللَّه} إلخ وهذا هو الموضع الثاني. والتقييد به للاحتراز عن الموضع الأول وهو الذي بعده {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ} الآية فإنه معدود إجماعا. والثالث قوله تعالى:{فَسَوْفَ تَعْلَمُون} واشتمل البيت الثاني على الأمر بعدم عد {فَبَشِّرْ عِبَاد} عند المكي والمدني الأول. وعده لغيرهما وتقييد "عباد" بكلمة "بشر" لإخراج "يا عباد" الذي بعده "فاتقون" فليس معدودا لأحد. كما اشتمل على الأمر بعد {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَار} عند المكي والمدني الأول.
دون غيرهما. فالضمير في عنهما يعود على المكي والمدني الأول فيما قبل.
"تكميل": مواضع الخلاف في السورة سبعة: {يَخْتَلِفُون} ، {لَهُ الدِّين} ، {لَهُ دِينِي} ، {فَبَشِّرْ عِبَاد} ، {الْأَنْهَار} ، {مِنْ هَاد} ، {فَسَوْفَ تَعْلَمُون} . والله تعالى أعلم.