وأقول: أمر الناظم "عفا الله عنه" في البيت الأول بعد شديد في قوله تعالى: {وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيد} للحجازى فيكون متروكا للبصري والشامي والكوفي، وبرد أي بعدم عد قوارير في قوله تعالى:{قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ} عند الكوفي، فيكون معدودا لغيره من أهل العدد. فالمختلف فيه في سورة النمل اثنان فقط. ولا يغيب عن ذهنك أن {طس} أول السورة لا يعده الكوفي لأنه مستثنى من فواتح السور، كما سبق أول سورة البقرة، ثم أمر بترك عد يسقون في قوله تعالى في سورة القصص:{وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُون} للكوفي فيعد لغيره. وبعد قوله تعالى:{فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ} للحمصي فلا يكون معدودا لغيره. ومعنى قوله "عكس يقتلون" أن الحكم في {عَلَى الطِّين} عكس الحكم في يقتلون في قوله تعالى: {فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ} وقد علمت أن الحمصي ينفرد بعد {عَلَى الطِّين} فيكون منفردا بترك يقتلون، وصفوة القول أن {عَلَى الطِّين} يتركه جميع الأئمة إلا الحمصي فيعده. ويقتلون يعده الكل إلا الحمصي فيتركه. ومواضع الخلاف في سورة القصص أربعة، ذكر النظم ثلاثة منها. والرابع {طسم} وقد عده الكوفي وحده والله أعلم.