وأقول: أمرت في هذا البيت برد أي بعدم عد قوله تعالى: {فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ} للمدني الثاني فيكون معدودا للباقين. وتقييد لفظ السامري بألقى للاحتزاز عن غيره وهو {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِي} و {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ} فهذان الموضعان معدودان اتفاقا. ثم أمرت بعد قوله تعالي:{وَعْدًا حَسَنًا} وقوله قولا الذي بعده "ولا" وهو {أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} للمدني الثاني فيكون هذان الموضعان متروكين لغيره، فالضمير في قولي:"له" يعود على المدني الثاني. وتقييد "قولا" بوقوعه قبل ولا للاحتراز عن قوله تعالى: {وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} فإنه معدود إجماعا.
قلت:
إله موسى عند مك رويا ... مع أول ولهما اترك نسيا
وأقول بينت أن قوله تعالى:{وَإِلَهُ مُوسَى} روى عده عن المكي والمدني الأول فيكون متروكا للباقين. وتقييد موسى بوقوعه بعد لفظ "إله" للاحتراز عن غيره كما سبق. ثم أمرت بترك عد قوله تعالى:{فَنَسِي} للمكي والمدني الأول. فيكون معدودا للباقين فمن يعد {وَإِلَهُ مُوسَى} لا يعد {فَنَسِي} وبالعكس.
قلت:
رأيتهم ضلوا لكوف اعددا ... وصفصفا عن الحجازي ارددا