للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحلته فِي طلب الْعلم وشيوخه:

كَانَ الدَّارمِيّ وَاسع الرحلة طوف وَلَقي الْكِبَار١ وَسمع خلقا كثيرا بالحرمين، وَالشَّام ومصر وَالْعراق، والجزيزة وبلاد الْعَجم٢، أَخذ الْأَدَب عَن ابْن الْأَعرَابِي وَالْفِقْه عَن الْبُوَيْطِيّ٣، وَأخذ علم الحَدِيث وَعلله عَن عَليّ وَيحيى وَأحمد، وفَاق أهل زَمَانه٤.

ويتبين لنا من أَسَانِيد الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي هَذَا الْكتاب أَن الْمُؤلف قد رُوِيَ عَن عشرات من الْعلمَاء، وَقد أَشَارَ الْعلمَاء الَّذين ترجموا لحياة الْمُؤلف رَحمَه الله إِلَى أَنه قد تتلمذ وروى عَن عدد كَبِير من الجهابذة الْأَعْلَام وبرز فِي كثير من الْعُلُوم الْمُخْتَلفَة، وَكَانَ على رَأس من تلقى عَنْهُم: الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل٥ وَعلي بن الْمَدِينِيّ٦ ويحي بن معِين، وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه٧ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ٨ وَغَيرهم.

ولشهرة هَؤُلَاءِ الْأَعْلَام وَكَثْرَة ورودهم فِي ثنايا الْكتاب، فقد عَمَدت إِلَى الْعزو إِلَى مَوَاضِع تَرْجَمَة جملَة مِنْهُم فِي حَوَاشِي هَذَا الْمُحَقق مكتفيًا بذلك عَن إِفْرَاد تَرْجَمَة لكل مِنْهُم فِي هَذَا الْمَوْضُوع.


١ طَبَقَات الشَّافِعِيَّة الكبري "٢/ ٣٠٢".
٢ سير أَعْلَام النبلاء "١٣/ ٣٢٠".
٣ شذرات الذَّهَب "٢/ ١٧٦"، طَبَقَات الشَّافِعِيَّة الْكُبْرَى "٢/ ٣٠٢".
٤ سير أَعْلَام النبلاء "١٣/ ٣٢٠".
٥ انْظُر تَرْجَمته فِي الْقسم الثَّانِي "ص٥٣٨".
٦ انْظُر تَرْجَمته فِي الْقسم الثَّانِي "ص١٥١".
٧ انْظُر تَرْجَمته فِي الْقسم الثَّانِي "ص٥٠٤".
٨ انْظُر تَرْجَمته فِي الْقسم الثَّانِي "ص١٥٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>