للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ لَمْ يَزَلْ طَامِسًا دَارِسًا حَتَّى دَرَجَ١ الْعُلَمَاءُ، وَقَلَّتِ الْفُقَهَاءُ، وَنَشَأَ نَشْءٌ مِنْ أَبْنَاءِ الْيَهُودِ٢ وَالنَّصَارَى٣ مِثْلُ بِشْرِ بْنِ غِيَاثٍ الْمَرِيسِيِّ وَنُظَرَائِهِ فَخَاضُوا فِي شَيْءٍ مِنْهُ، وَأَظْهَرُوا طَرَفًا مِنْهُ٤، وَجَانَبَهُمْ أَهْلُ الدِّينِ وَالْوَرَعِ وَشَهِدُوا عَلَيْهِمْ بِالْكُفْرِ حَتَّى هَمَّ بِهِمْ وَبِعُقُوبَتِهِمْ قَاضِي الْقُضَاة٥


= ١- التهتك والاستهتار والفجور من تبجح فِي القَوْل يصل أَحْيَانًا إِلَى مَا يمس الدَّين، وَلَكِن قَائِله لم يقلهُ عَن نظر وَإِنَّمَا قَالَه عَن خلاعة ومجون.
٢- اتِّبَاع دين الْمَجُوس، وخاصة دين "ماني" مَعَ التظاهر بِالْإِسْلَامِ كَالَّذي اتهمَ بِهِ الأفشين وَالَّذِي اتهمَ بِهِ بشار وَحَمَّاد بن المقفع.
٣ اتِّبَاع دين الْمَجُوس وخاصة "ماني" من غير تظاهر بِالْإِسْلَامِ كَالَّذي يرويهِ الجاحظ عَن كتب الزَّنَادِقَة.
٤ ملحدون لَا دين لَهُم، كَالَّذي يحكيه المعري.
قَالَ: وَلَكِن يظْهر أَن الْكَلِمَة أَكثر مَا كَانَت تطلق على من اعتنق المانوية بَاطِنا وَالْإِسْلَام ظَاهرا، ثمَّ توسعوا فِي مَعْنَاهَا فأطلقوها على الإباحي والملحد الَّذِي لَا دين لَهُ.
"انْظُر: الْجَوْهَرِي فِي الصِّحَاح بتحقيق أَحْمد عبد الغفور عطار ٤/ ١٤٨٩، وَابْن مَنْظُور فِي لِسَان الْعَرَب، إعداد وتصنيف يُوسُف خياط ونديم مرعشلي ٢/ ٥١، والمسعودي فِي مروج الذَّهَب، تَحْقِيق مُحَمَّد محيى الدَّين ١/ ٢٥٠-٢٥١، وَابْن حجر فِي الْفَتْح ١٢/ ٢٧٠-٢٧١، وَأحمد أَمِين فِي ضحى الْإِسْلَام ط، الثَّانِيَة ١/ ١٤٦.
١ درج الْعلمَاء أَي انقرضوا قَالَ الفيروزآبادي فِي الْقَامُوس ١/ ١٨٧ مَادَّة "درج": "درج دروجًا مَشى، وَالْقَوْل انقرضوا كاندرجوا".
٢ الْيَهُود، انْظُر ص"١٤٣".
٣ النَّصَارَى، انْظُر ص"١٤٤".
٤ قَوْله: "وأظهروا طرفا مِنْهُ" لَيْسَ فِي ش.
٥ كَذَا فِي الأَصْل وَبَقِيَّة النّسخ، وَنقل ابْن حجر فِي الْفَتْح عَن أبي مُحَمَّد بن أبي جَمْرَة أَنه اشْتهر فِي بِلَاد الشرق من قديم الزَّمَان إِطْلَاق قَاضِي الْقُضَاة على كَبِير الْقُضَاة، وَقد أسلم أهل الغرب من ذَلِك فاسم كَبِير الْقُضَاة عِنْدهم قَاضِي الْجَمَاعَة. انْتهى. =

<<  <  ج: ص:  >  >>