للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّاسِ بَدْءًا. وَالْمُتَّبِعُ١ مَنْ أَنْكَرَ٢ عَلَيْهِ وَنَاقَضَهُ، فَمَنْ أَجْرَى النَّاقِضَ للبدعة وَالرَّدّ لِلْكُفْرِ مَجْرَى مَنْ شَرَعَهَا فَقَدْ جَمَعَ بَيْنَ مَا فَرَّقَ اللَّهُ، وَفَرَّقَ بَيْنَ مَا جَمَعَ اللَّهُ. وَلَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ يُسْمَعَ مِنْهُ وَيقبل.

أوطمعتم مَعْشَرَ الْجَهْمِيَّةِ٣ وَالْوَاقِفَةِ٤ أَنْ تُنَصِّبُوا الْكفْر للنَّاس إِمَام تَدْعُونَهُمْ إِلَيْهِ. وَيَسْكُتُوا٥ أَهْلُ السُّنَّةِ عَنِ الْإِنْكَارِ عَلَيْكُمْ، حَتَّى يَتَرَوَّجَ٦ عَلَى النَّاسِ ضَلَالُكُمْ بِمَا حَكَيْتُمْ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ٧


١ فِي ط، ش "أَو المتبع للسّنة".
٢ فِي ط، ش "الَّذِي أنكر عَلَيْهِ".
٣ الْجَهْمِية، انْظُر ص"١٣٨".
٤ الواقفة، انْظُر ص"٥٣٥".
٥ كَذَا فِي الأَصْل، وَفِي ط، س، ش "تسكتوا" والأنسب أَن يُقَال: "وَسكت"، وَمَا فِي الأَصْل من الْجمع بَين الضَّمِير وَالظَّاهِر لُغَة بني الْحَارِث بن كَعْب، وَحكي ذَلِك عَن طَيء وَعَن أَزْد شنُوءَة وَهِي لُغَة "أكلوني البراغيث" وَمذهب جُمْهُور الْعَرَب أَن الْفِعْل إِذا أسْند إِلَى ظَاهر مثنى أَو مَجْمُوع وَجب تجريده من عَلامَة تدل على التَّثْنِيَة أَو الْجمع، فَيكون كحاله إِذا أسْند إِلَى مُفْرد، "انْظُر: أوضح المسالك إِلَى ألفية ابْن مَالك، طبعة دَار الْفِكر ص"٢٣٦"، شرح ابْن عقيل، شرح وَتَعْلِيق مُحَمَّد محيي الدَّين، الطبعة الْخَامِسَة ١/ ٤١٣.
٦ فِي ط، ش "حَتَّى يروج".
٧ أَبُو بكر بن عَيَّاش، بتحتانية ومعجمة، ابْن سَالم الْأَسدي الْكُوفِي الْمُقْرِئ الحناط بِمُهْملَة وَنون، مَشْهُور بكنيته، وَالأَصَح أَنَّهَا اسْمه، وَقيل: اسْمه مُحَمَّد وَقيل غير ذَلِك، ثِقَة عَابِد إِلَّا أَنه لما كبر سَاءَ حفظه، وَكتابه صَحِيح من السَّابِعَة، مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين، وَقيل: قبل ذَلِك بِسنة أَو سنتَيْن وَقد قَارب الْمِائَة، وَرِوَايَته فِي مُقَدّمَة مُسلم، مق وَالْأَرْبَعَة، بِتَصَرُّف من تقريب التَّهْذِيب ٢/ ٣٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>