٢ كَلَام الله عِنْد أهل الْحق من صِفَاته الذاتية؛ لاتصافه بِهِ أزلًا وأبدًا، وَمن صِفَاته الفعلية الواقعية بمشيئته وَقدرته فَهُوَ قديم النَّوْع حَادث الْآحَاد.٣ قَالَ ابْن كثير فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ} : أَي، أَنزَلْنَاهُ، انْظُر "تَفْسِير ابْن كثير طبعة الْحلَبِي ٤/ ١٢٢.قلت: وَلَيْسَ معنى: {جَعَلْنَاهُ} صرفناه، بل هُوَ كَمَا قَالَ ابْن كثير: "أَنزَلْنَاهُ"، كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى سُورَة يُوسُف: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يُوسُف: ٢] ، وَكَلَام الله يُفَسر بعضه بَعْضًا. وَالْقَوْل بِأَن معنى قَائِم بِالنَّفسِ وَهُوَ إِلَى لُغَة يُوَافق مَذْهَب الأشاعرة الْقَائِلين بِأَن الْكَلَام معنى قَائِم بِالنَّفسِ وَهُوَ وَاحِد بِالْعينِ وَالِاخْتِلَاف فِي الدلالات لَا الْمَدْلُول فَإِن عبر عَنهُ بِالْعَرَبِيَّةِ فَهُوَ الْقُرْآن أَو بالعبرانية فَهُوَ التوارة أَو بالسُّرْيَانيَّة فَهُوَ الْإِنْجِيل. وَالْحق أَن كَلَام الله أَلْفَاظ وَمَعَان، كَمَا قَالَ شيخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِية: "وَالْقُرْآن كَلَام الله حُرُوفه ومعانيه، لَيْسَ كَلَام الله الْحُرُوف دون الْمعَانِي وَلَا الْمعَانِي دون الْحُرُوف" وَانْظُر بسط القَوْل، فِي مَبْحَث الْكَلَام فِي الْجُزْء الثَّانِي عشر من مَجْمُوع الْفَتَاوَى.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute