للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشْهد مَعَك حَتَّى أضْرب عُنُقه١.

وَفِي تَارِيخ بَغْدَاد من طَرِيق الْبُوَيْطِيّ عَن الشَّافِعِي، وَفِيه: فَذكرت لَهُ حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم- فِي الْقرعَة. فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الله هَذَا قمار٢.

وَعَن أبي ثَوْر أَيْضا قَالَ: سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول: قلت لبشر المريسي: مَا تَقول فِي رجل قتل: وَله أَوْلِيَاء صغَار وكبار، هَل للأكابر أَن يقتلُوا دون الأصاغر فَقَالَ: لَا، فَقلت لَهُ: فقد قتل الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب -ابْن ملجم- ولعلي أَوْلَاد صغَار، فَقَالَ: أَخطَأ الْحسن بن عَليّ، فَقلت: أما كَانَ جَوَاب أحسن من هَذَا اللَّفْظ؟! فَقَالَ: وهجرته من يَوْمئِذٍ٣.

ونقف أَيْضا على تِلْكَ المناظرة العجيبة الَّتِي دارت فِي حَضْرَة الْمَأْمُون، حول خلق الْقُرْآن بَين بشر المريسي الضال، وَعبد الْعَزِيز بن يحيى الْكِنَانِي الشَّافِعِي المتوفي سنة٢٣٥ وَقيل: سنة ٢٤٠، دحض فِيهَا الْكِنَانِي شبه المريسي وأفحمه بالحجج القاطعة، مُسْتَندا فِي ذَلِك إِلَى النَّص القرآني الْوَاضِح الْجَلِيّ فِي إِثْبَات كَلَام الله صفة من صِفَاته، وَأَن الْقُرْآن كَلَام الله منزل غير مَخْلُوق.

وَهَذَا الْكتاب هُوَ الْمَعْرُوف بِكِتَاب "الحيدة" وحري بطالب الْعلم أَن يطلع على هَذَا الْكتب النافع، ليقف على مدى مَا كَانَ عَلَيْهِ السّلف الصَّالح من قُوَّة ودحض الْبِدْعَة والانتصار للسّنة، فَهُوَ مَعَ صغر


١ ابْن أبي حَاتِم فِي آدَاب الشَّافِعِي ومناقبه/ تَحْقِيق عبد الْغَنِيّ عبد الْخَالِق "ص١٧٥".
٢ تَارِيخ بَغْدَاد "٧/ ٦٠".
٣ آدَاب الشَّافِعِي: الْمصدر السَّابِق "ص١٧٥-١٧٦"، تَارِيخ بَغْدَاد "٧/ ٦٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>