للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَثَرًا١ فَبِئْسَ٢ مَا أَثْنَى عَلَى زَعِيمِهِ٣ وَإِمَامِهِ أَبِي حَنِيفَةَ٤، إِذْ يَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ عَامَّةَ فُتْيَاهُ بِغَيْرِ أَثَرٍ؛ لِأَنَّ عِظَمَ٥ مَا أَفْتَى وَأَخَذَ بِهِ أَبُو حَنِيفَةَ مِمَّا رَوَاهُ عَن حَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ٦، وَكَانَ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ فَقَدْ شَهِدَ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ كَانَ يُفْتِي بِغَيْرِ أَثَرٍ، وَعَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ تَبِعَهُ فِي فُتْيَاهُ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ٧، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَا روى عَن التَّابِعين آثارعند أَبِي يُوسُفَ وَعِنْدَكُمْ٨ فَكَيْفَ سَمَّيْتَ رَأْيَ إِبْرَاهِيمَ: آثَارَ أَبِي حَنِيفَةَ؟ وَإِنَّمَا


١ فِي الأَصْل "أثر" بِالرَّفْع وَالصَّوَاب مَا أَثْبَتْنَاهُ؛ لِأَنَّهُ خبر "يكن".
٢ فِي ط، س، ش "فَلَيْسَ" ويتضح الْمَعْنى بِمَا فِي الأَصْل.
٣ فِي س "زَعمه" ويتضح الْمَعْنى بِمَا أُثبتناه.
٤ أَبُو حنيفَة، تقدم ص"١٩٢".
قلت: وَعُثْمَان بن سعيد يحسن الظَّن بِأبي يُوسُف وَأبي حنيفَة رحمهمَا الله وَلَكِن الَّذِي حمله على هَذَا هُوَ قُوَّة اندفاعه فِي الرَّد على الْخصم كَمَا هُوَ وَاضح لمن تَأمل هَذَا الْكتاب.
٥ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ ولعلها "أعظم
٦ فِي ط، س، ش "عَن حَمَّاد بن إِبْرَاهِيم" وَصَوَابه مَا فِي الأَصْل. تَأمل السطور الَّتِي بعده، وَحَمَّاد هَذَا هُوَ ابْن أبي سُلَيْمَان مُسلم الْأَشْعَرِيّ مَوْلَاهُم، أَبُو إِسْمَاعِيل الْكُوفِي، فَقِيه صَدُوق، وَله أَوْهَام، من الْخَامِسَة، رمي بالإرجاء، مَاتَ سنة عشْرين أَو قبلهَا، خت بخ م وَالْأَرْبَعَة، وَفِي تَهْذِيب التَّهْذِيب ٣/ ١٦ أَنه روى عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَعنهُ أَبُو حنيفَة.
وَإِبْرَاهِيم هُوَ النَّخعِيّ، تقدم ص"٣٧٤"، وَفِي تَهْذِيب الْكَمَال ١/ ٦٧ أَن حَمَّاد بن أبي سُلَيْمَان روى عَنهُ.
٧ فِي ط، س، ش "بصر".
٨ فِي ط "عِنْد أبي يُوسُف وعندكم أثر"، وَفِي س "عِنْد أبي يُوسُف وعندكم" وَلم يذكر لَفْظَة "أثر"، وَفِي ش "عِنْد أبي يُوسُف وعندكم أثرا".
قلت: أَبُو يُوسُف صَاحب أبي حنيفَة، تقدم ص"١٦٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>