للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَكَانِ صِفَةُ الْمَخْلُوقِ، وَاللَّهُ يَأْتِي فِي ظُلُلٍ مِنَ الْغَمِامِ فَتَثْبُتُ الظُّلَلُ وَمَجِيئُهَا؛ لِأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ.

فَقَالَ: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} ١ يَعْنِي يَأْتِيهِمْ أَمْرُهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ٢ عَلَى إِضْمَارِ "أَمْرِهِ" كَمَا قَالَ٣: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا} ٤ يُرِيدُ: أَهْلَ الْعِيرِ٥ بِإِضْمَارِ الْأَهْلِ٦، فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} ٧، بِإِضْمَارِ أَمْرِهِ، وَكَذَلِكَ: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} ٨ يُرِيدُ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ هِيَ٩ الصُّفُوفُ دونه جاءون١٠ بأَمْره،


١ سُورَة الْبَقَرَة، آيَة "٢١٠".
٢ من قَوْله: "فَتثبت الظلل ومجيئها ... إِلَى قَوْله: فِي ظلل من الْغَمَام" لَيست فِي ط، س، ش.
٣ فِي س "كَمَا قيل".
٤ سُورَة يُوسُف، آيَة "٨٢".
٥ فِي ط، ش "يُرِيد أهل الْقرْيَة وَأهل العير".
٦ فِي ط، ش "بإضمار أهل".
٧ سُورَة الْبَقَرَة، آيَة "٢١٠".
٨ سُورَة الْفجْر، آيَة "٢٢".
٩ فِي ط، ش "وَهِي".
١٠ فِي الأَصْل "جايئون" بِالْيَاءِ ثمَّ الْهمزَة، وَلَا أرَاهُ سائغًا، وَفِي س "جائيون" بِالْهَمْزَةِ ثمَّ الْيَاء، وَبِمَا أثبت جَاءَ فِي ط، ش وَهُوَ الصَّوَاب؛ وَذَلِكَ لِأَن الْمُفْرد مِنْهُ "جائي" اسْم مَنْقُوص، فتحذف الْيَاء عِنْد جمعه جمعا مذكرًا سالما، وَذَلِكَ لثقل الضمة على الْيَاء، فتحذف فَتُصْبِح الْيَاء سَاكِنة، فَالتقى ساكنان فحذفت الْيَاء لِإِمْكَان الِاسْتِغْنَاء عَنْهَا فَأَصْبَحت "جاءون".

<<  <  ج: ص:  >  >>