للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدِيثٌ مَشْهُورٌ، قَدْ رُوِيَ فَهُوَ يُرْوَى١.

فَإِنْ سَأَلُوا عَنْ تَفْسِيرِهِ٢ لَمْ نُفَسِّرْ لَهُمْ٣، وَنَتَّهِمُ٤ مَنْ يُنكره٥ وينازع


= وَأخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية ٢٩٠/١ من طَرِيق ثَوْر بن يزِيد عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عبد الله بن عَمْرو بِهِ.
وَفِي كتاب الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير/ للحسين بن إِبْرَاهِيم الجورقاني/ مخطوط/ لوحة رقم "٧٠" قَالَ: حَدِيث "إِن الْجنَّة مطوية معلقَة فِي قُرُون الشَّمْس تنشر فِي كل عَام مرّة" من ريق إِسْحَاق بن يُوسُف الأورق عَن سُفْيَان عَن ثَوْر بن يزِيد عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: هَذَا حَدِيث بَاطِل.
قلت: وَقد وقفت على كَلَام للعلامة ابْن الْقيم رَحمَه الله على هَذَا الْأَثر، حَيْثُ أوردهُ من طرق ابْن أبي شيبَة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَذكره ثمَّ قَالَ: "فَهَذَا قد يظْهر مِنْهُ التَّنَاقُض بَين أول كَلَامه وَآخره وَلَا تنَاقض فِيهِ؛ فَإِن الْجنَّة الْمُعَلقَة بقرون الشَّمْس مَا يحدثه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالشمس فِي كل سنة مرّة من أَنْوَاع الثِّمَار والنبات جعله الله تَعَالَى مذكرًا بِتِلْكَ الْجنَّة، وَآيَة دَالَّة عَلَيْهَا كَمَا جعل هَذِه النَّار مذكرة بِتِلْكَ، وَإِلَّا فالجنة الَّتِي عرضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض لَيست معلقَة بقرون الشَّمْس، وَهِي فَوق الشَّمْس وأكبر مِنْهَا، وَقد ثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "الْجنَّة مائَة دَرَجَة مَا بَين كل دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض"، وَهَذَا يدل على أَنَّهَا فِي غَايَة الْعُلُوّ والارتفاع، وَالله أعلم" انْظُر: حادي الْأَرْوَاح لِابْنِ الْقيم/ الْبَاب الثَّالِث عشر "فِي مَكَان الْجنَّة وَأَيْنَ هِيَ "ص٤٦-٧٤".
١ فِي ط، ش "فَهُوَ يَرْوِيهَا".
٢ فِي ط، س، ش "فَإِن حَدِيث الْجنَّة سَأَلُوا عَن تَفْسِيره".
٣ فِي ط، ش "فَلم يُفَسر لَهُم"، وَفِي س "ل يُفَسر لَهُم".
٤ كَذَا فِي الأَصْل بالنُّون، وَفِي، س، ش "ويتهم" بِالْيَاءِ.
٥ فِي ط، ش "يذكرهُ".

<<  <  ج: ص:  >  >>