للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَخَشِينَا أَن لَا يَسَعَنَا إِلَّا الْإِنْكَارُ عَلَى مَنْ بَثَّهَا وَدَعَا النَّاسَ إِلَيْهَا، مُنَافَحَةً عَن الله، وتثبيتًا لصفاته الْعليا، وَلِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى.

وَدَعَا إِلَى الطَّرِيقَةِ الْمُثْلَى. وَمُحَامَاةً عَنْ ضُعَفَاءِ النَّاسِ وَأَهْلِ الْغَفْلَةِ مِنَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ أَن يضلوا بهَا، أَو أَن يفتنوا، إِذْ بَثَّهَا فِيهِمْ رَجُلٌ كَانَ يُشِيرُ إِلَيْهِ بَعْضُهُمْ بِشَيْءٍ مِنْ فِقْهٍ وَبَصَرٍ وَلَا يَفْطنُون لعثراته إِن هُوَ غش، فَيَكُونُوا مِنْ أَخَوَاتِهَا مِنْهُ عَلَى حذر".

وَمن هَذَا يتَبَيَّن أَن غَرَضه كَانَ الرَّد على هَذَا الْمعَارض الجهمي المدلس، والدفاع عَن سَلامَة العقيدة من خلال فَضَح شُبُهَات هَذَا الجهمي الَّذِي اعْتمد على بشر المريسي، وَابْن الثَّلْجِي، وَتَقْرِير مَذْهَب أهل السّنة وَالْجَمَاعَة فِي تَوْحِيد الله وأسمائه وَصِفَاته من خلال هَذَا النَّقْض خشيَة أَن يضل بهؤلاء الْجَهْمِية ضعفاء النَّاس وذوو الْغَفْلَة مِنْهُم.

على أَن الدَّارمِيّ لم يكْشف النقاب عَن اسْم هَذَا الْمعَارض، وَلم أتمكن من الْوُقُوف على اسْمه -كَمَا أَشرت إِلَى ذَلِك فِي أول التَّحْقِيق لهَذَا الْكتاب-.

خَامِسًا: تَارِيخ التَّأْلِيف:

لم يشر الدَّارمِيّ -رَحمَه الله- إِلَى تَارِيخ تأليفه لهَذَا الْكتاب، وَلم أَقف على من ذكر ذَلِك، إِلَّا أَنه يَبْدُو من صفحاته الأولى أَنه أَلفه بعد كِتَابه الْمَعْرُوف بِالرَّدِّ على الْجَهْمِية.

<<  <  ج: ص:  >  >>