للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه} ١ فَجَمَعَ بَيْنَ الْحُبَّيْنِ: حُبِّ الْخَالِقِ وَحُبِّ الْمَخْلُوقِ٢، مُتَقَارِنَيْنِ٣.

ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَ مَا يُحِبُّ وَمَا لَا يُحِبُّ، لِيَعْلَمَ خَلْقُهُ أَنَّهُمَا مُتَضَادَّانِ٤ غَيْرُ مُتَّفِقَيْنِ، فَقَالَ: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْل} ٥، وَ {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين} ٦، وَقَالَ تَعَالَى٧: {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُم أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} ٨. ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَ سَخَطِهِ وَإِسْخَاطِ الْعِبَادِ إِيَّاهُ، فَقَالَ: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَه} ٩، وَقَالَ: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ} .

ثُمَّ ذَكَرَ إِغْضَابَ الْخَلْقِ إِيَّاهُ، فَقَالَ تَعَالَى١١:


١ سُورَة الْمَائِدَة، آيَة "٥٤".
٢ فِي ط، س، ش "وَحب الْخلق".
٣ فِي ط، س، ش "متقاربين" بِالْبَاء الْمُوَحدَة، وَمَا فِي الأَصْل أصوب.
٤ فِي ط، ش "متضادين"، وَمَا فِي الأَصْل هُوَ الصَّحِيح؛ لِأَنَّهَا خبر إِن.
٥ سُورَة النِّسَاء، آيَة "١٤٨".
٦ فِي الأَصْل "إِن الله لَا يحب المسرفين" وَصَوَابه مَا أَثْبَتْنَاهُ، انْظُر: سُورَة الْأَنْعَام، آيَة "١٤١"، والأعراف آيَة "٣١".
٧ لَفْظَة "تَعَالَى" لَيست فِي ط، س، ش.
٨ سُورَة الْمَائِدَة، آيَة "٨٠".
٩ سُورَة مُحَمَّد، آيَة "٢٨".
١٠ فِي الأَصْل وس "غضب" وَالصَّوَاب مَا أَثْبَتْنَاهُ، انْظُر: سُورَة الْفَتْح، آيَة "٦".
١١ لَفْظَة "تَعَالَى" لَيست فِي ط، س، ش.

<<  <  ج: ص:  >  >>