قال في (ص ١٣٩ ج ١) ما معناه أن الله قال لموسى: (إني أمرت الأرض أن تطيعك فافعل بقارون ما تشاء) فدخل موسى دار الذهب على قارون وحوله عظماء بني إسرائيل فقال موسى لبني إسرائيل من كان مواليا لي فليخرج ومن كان مواليا لقارون فليبقى فخرجوا ولم يبق مع قارون إلا قليل وقال موسى يا أرض خذيهم وكان قارون جالسا على كرسي من ذهب، فأخذت الأرض تبتلع الكرسي، قال وكان الملعون عالما بالأمر فتاب، فلم يجد للتوبة سبيلا فقال له: يا موسى ناشدتك الله والرحم فلم يلتفت له، وموسى يقول: يا أرض خذيهم حتى أكمل قارون سبعين مرة يناشد موسى وموسى مستمر على قوله يا أرض خذيهم، فلما أتم السبعين ابتلعته الأرض، وغاب فيها بكرسيه، فهو يتجلجل فيها إلى قيام الساعة لا يبلغ قعرها إلى النفخ في الصور، فعاتب الله موسى عليه السلام عتابا شديدا قال له سبحانه وتعالى: هل تدري لما لم ترحمه، لأنك لم تخلقه ولو خلقته لرحمته، ثم قال له وعزتي وجلالي لا جعلت الأرض بعدك طوعا لأحد فوجه الشاهد قول الحق لموسى عليه السلام: لأنك لم تخلقه ولو خلقته لرحمته، فدل هذا على أن الخلق محبوبون لله تعالى مؤمنهم وكافرهم.
قال محمد تقي الدين: قبل أن أورد ما قاله أئمة التفسير في الآية أهمس في أذن التجانيين همستين:
إحداهما: زعمتم أن شيخكم قال أن الكفار محبوبون عند الله، ومرحومون برحمته، فكيف قال شيخكم (وكان الملعون عالما بالأمر) ومن أحبه الله ورحمه لا يكون ملعونا أبدا لأن اللعن طرد من رحمة الله ولا يجتمع مع المحبة والرحمة أبدا.
الثانية: رويتم عن شيخكم أنه قال إن الكرسي الذي كان عليه قارون ابتلعته الأرض والله تعالى يقول فخسفنا به وبداره الأرض، ولم يقل فخسفنا به وبكرسيه الأرض.
فما جوابكم عن هاتين الهمستين؟ هذه القصة ذكرها غير واحد من المفسرين كالخازن والقرطبي وابن كثير وغيرهم وعزيت إلى ابن عباس.
ولم نر أحدا منهم ذكر لها سندا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فالظاهر أنها