أوراد المشايخ وردا لأجل الدخول في طريقتنا هذه المحمدية التي شرفها الله تعالى على جميع الطرق أمَّنه الله في الدنيا والآخرة فلا يخاف من شيء يصيبه لا من الله ولا من رسوله ولا من شيخه أيا كان من الأحياء أو من الأموات وأما من دخل زمرتنا وتأخر عنها ودخل غيرها تحل به المصائب دنيا وأخرى ولا يفلح أبدا قلت وهذا لأنه قد ثبت أول الفصل أن صاحبها (يعني الشيخ التجاني) هو الختم الممد الذي يستمد منه من سواه من الأولياء والعارفين والصديقين والأغواث ومن ترك المستمد ورجع إلى الممد فلا لوم عليه ولا خوف بخلاف من ترك الممد ورجع إلى المستمد. اهـ
قال محمد تقي الذين في هذا الكلام طوام عظيمة:
الأولى: أن الطرائق كلها بدعة وضلالة، ولا يجوز أخذ شيء منها لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(كل بدعة ضلالة) ولما تقدم في قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} وغير ذلك من الأدلة.
الثانية: أن تلك قسمة ضيزى قسمها التجانيون بينهم وبين سائر الطرائق فجعلوا طريقتهم تدخل على جميع الطرائق فتبطلها، ولا تدخل طريقة من الطريقة على طريقتهم فكأنها نسخت الطرائق، وإن لم تنسخها فقد جعلتها في أسفل المنازل التي لا يرضى بها من له همة عالية وذلك على قول السموأل بن عاديا اليهودي:
وننكر أن شئنا على الناس قولهم ... ولا ينكرون القول حين نقول
وهذا حيف وجور على الطرائق.
الثالثة: أن تلك قسمة ضيزى قسمها التجانيون بينهم وبين سائر الطرائق فجعلوا تعالى لقوله. فلا يخاف من شيء يصيبه لا من الله ولا من رسوله ولا من شيخه أيا كان من الأحياء أو من الأموات والذي يجب على كل مسلم أن يعتقده أنه لا ينفع ولا يضر إلا الله وحده لا شريك له وأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينفع ولا يضر مع أنه أفضل خلق الله قال الله تعالى في سورة الأعراف آية ١٨٨: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (١٨٨) } فأنت ترى أن الله أمر نبيه أن يقول لجميع الناس أنه لا يملك لنفسه فضلا عن غيره نفعا ولا ضرا، بل المالك لذلك هو الله وحده لا شريك الله وأمره أيضا أن يقول لهم أنه لا يعلم الغيب فكيف أن يخاف أحد العقاب من المخلوق نبيا كان أو غير نبي.
الرابعة: كيف يتصور أن يعاقب الله الإنسان على ترك طريقة مبتدعة التزامُها شر