كتاب أحسن المناحي في إثبات أن الرسم العثماني توقيفي لا اصطلاحي

خاتمة البحث - ج: 78 - ص: 29

غير سبيل المؤمنين، ولَّاه الله ما تولى، وأصْلاه جهنم وساءت مصيرًا. (٥١).

ولعل فيما مضى من الكفاية والمعتبر، ما يكفى أهلَ البحث والتحقيق والنظر، ومن تَرَكَ سبيل المؤمنين فقد تعثر وضل السبيل. والحمد لله رب العالمين.

خاتمة البحث، وبيان أهم النتائج التي توصلت لها تلك الدراسة المختصرة:

[أ- خاتمة البحث]

في ختام هذه الدراسة المتواضعة والمختصرة يحمد الباحث ربه ذا القوة المتين على ما امتن به وتفضل على عبده الضعيف الفقير إليه - سبحانه- من كل الوجوه على إتمام هذا البحث على وجه يرجو أن يكون قد وفق فيه لبيان الحق المبين القاضي بتوقيف رسم المصحف العثماني الذي استقر عليه عمل الأنصار والمهاجرين، وتلقته الأمة بالقبول وعليه عمل الأوليين والآخرين، راجيًا مولاه العظيم أن يجعله لوجهه الكريم خالصًا، وللحق موافقًا، وأن يتقبله بقول حسن، وأن يجعله له ذخرًا يوم الدين.

[ب- أهم النتائج التي توصلت لها تلك الدراسة المختصرة]

توصلت تلك الدراسة المختصرة والمتواضعة إلى نتائج عدة والتي كان من أبرزها ما يلي:

١ - أن اختلاف العلماء في طريقة رسم المصحف يدور بين التوقيف والاصطلاح.

٢ - أن هناك رأي ينادي أصحابه بإبقاء الرسم العثماني على ما هو عليه لينتفع به العلماء خاصة، وقد فنده الباحث ورده بالأدلة العقلية والنقلية.

٣ - عرض الباحث آراء العلماء في الرسم العثماني، ثم بين حجج أصحاب كل رأي منها، ثم ردَّها وأجابها بواضح الأدلة وساطع البراهين.

٤ - خلصت تلك الدراسة وتوصلت إلى أنَّ القول الراجَّح من تلك الأقوال جميعًا هو القول القاضي بأَنَّ الرَّسْمَ العُثْمَانِي تَوْقِيِفِي لَا اصْطِلَاحِي.

٥ - ختم الباحث بحثه معضدًا ما ذهب إليه من ترجيح القول بتوقيف الرسم العثماني بقرارات وفتاوى أكبر المجامع العلمية في بلاد الإسلام.

٦ - وخلصت الدراسة إلى وجوب التزام بالرسم العثماني على أي حال، حتى عند القائلين بأنه اصطلاحي، ذلك لأن الأمة قد أجمعت على العمل به وقضت بإمضائه -وهو ما عليه عمل السلف والخلف.

---

(٥١) رواه عبد الله بن أحمد في ((السنة)) (١/ ٣٥٧)، والآجري في ((الشريعة)) (ص: ٤٦)، واللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) (١/ ٩٤). يُنظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة؛ لأبي القاسم اللالكائي. شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة المؤلف: أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي (المتوفى: ٤١٨ هـ) تحقيق: أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي الناشر: دار طيبة - السعودية الطبعة: الثامنة، ١٤٢٣ هـ/ ٢٠٠٣ م عدد الأجزاء: ٩ أجزاء (٤ مجلدات).