للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ثالثا/ إنّ من يُسأل بحقّ عن موقفه النفسي من الحجاب: أهو مقبرة لآدميّته أم معراج لإنسانيّته, لهي المرأة نفسها, لا أن تلقّن المرأة ما (يحسن!) بها أن تقوله على ألسنة الليبراليين والمنصّرين (١) .. وهاهي المرأة المسلمة تشهد في إحصائيّة قامت بها منظمة غربيّة ... (The Gallup Organization) تحت عنوان: ((ماذا تريد النساء: الاستماع إلى أصوات النساء المسلمات)) ((What Women Want: Listening to the voices of Muslim Women)) في سنة ٢٠٠٥, لغير ما أراد القوم منها.. فقد ثبت في هذه الإحصائيّة التي شملت ٨٠٠٠ امرأة في ثماني دول, أنّ الحجاب والنقاب لم يعتبرا من مظاهر الظلم كما يقول التغريبيون عندنا. واختار جلّ النساء المستفتَيات القول إنّ أكثر ما يسوؤهنّ من الحضارة الغربيّة هو الفساد القيمي والتحلّل الأخلاقي. (٢)

كما تشهد حالات الامتعاض في الغرب من التضييق على المحجّبات, أنّ من يقود حملات المعارضة للتضيق على اللباس الإسلامي هن المسلمات أنفسهن, وجلّهن من الشابات, ومنهن مسلمات غربيات.. فكيف يكون الحجاب مع ذلك في واقع المرأة عنوان إذلال أو أثقال أغلال؟! أين هذه المحنة المزعومة؟!! وأين الحجر على حقوق النساء المدّعى!!! إنّها تجارة الوهم, وأفكارٌ رصيدها الوهن!

إنّ النزعة العدوانيّة نحو الحجاب باعتباره علامة امتهان للمرأة، ليست إلاّ إحدى إفرازات الجهل والخضوع لأنماط التفكير (المصنّعة) و (المعلّبة) التي تفرضها وسائل الإعلام الخاضعة لمؤسسات (مؤدلجَة) ذات برنامج (مدفوع الأجر) ؛ وهو ما اعترفت به الكاتبة الكنديّة المسلمة ((كاثرين بلّوك)) ((Katherine Bullock)) في مقدمة كتابها ((Rethinking Muslim


(١) رغم أنّ الدراسات النسويّة تقوم على اعتبار (المرأة) المصدرَ الوحيد لفهم) المرأة (فهي: (الموضوع) و (المعيار) كما تقول ((دوروثي سميث)) ((Dorothy Smith)) , إلاّ أنّه –كما يذكر ذلك العديد من النسويات- يستثنى من ذلك العالم الثالث, والسود, والنساء المسلمات! (انظر؛ Katherine Bullock, op. cit, p.٣٩)
(٢) انظر؛ Ali Shehata, Heather El Khiyari and Julie S. Mair, Demystifying Islam: Your Guide to the Most Misunderstood Religion of the ٢١st Century, Florida: Elysium River Press, ٢٠٠٧, p.٢٦٥

<<  <   >  >>