إنّ تصوّر وجه هذا الاعتراض, لهو من الصعوبة بمكان!؟
هل تعجز المرأة التي تستر جسدها عن أن تكون مدرّسة نابهة؟! أو طبيبة عالمة؟! أو أديبة نابغة؟! أو صحفيّة بارعة؟!
هل تعبّر المرأة عن فكرها الراقي, وأدبها السامي, واكتشافاتها النافعة, بقوامها الممشوق, ولباسها الضيّق, وقلائدها الساحرة للعيون؟!
لماذا تختزل طاقات المرأة في شكلها الظاهر للعيون؟! لماذا تقمع طاقات المرأة الإنسانة العاقلة لصالح مظاهر زائفة قد تتقن صناعتها أتفه النساء وأكثرهن بلادة!؟
ثانيًا/ يمنع الحجاب المرأة من أن تعبّر عن نفسها على أنّها دمية لامعة بلا روح.. إنّه يمنعها من أن تعبر عن نفسها على أنّها بريق لامع عند الشباب, وظلمة حالكة إذا عدا عليها الزمان وفقدت نضارة الصِبى..!
إنّ الحجاب يدفع المرأة إلى أن تعبّر عن نفسها على أنّها إنسان, موفور الكرامة, والقدر, ويمنع من يعاملها من تقويمها بما تملك من جمال وجاذبية ناتجة عن تناسق ملامحها, وتناغم ألوان المساحيق على وجهها!
إنّ الحجاب هو تعبير من المرأة على رفضها أن تكون في أعين الرجال كيانًا يوزن بالأحمال, ولا يقوّم بالأفكار والأخلاق!
ثالثًا/ إن الحريّة التي تبيح كلّ فعل, وترفض أن تصنع لفعل الإنسان حدودًا, لهي في حقيقتها نوع صريح من (الفوضوية) , وإعلان فصيح لفكرة (البهيميّة) حيث يطلق الإنسان نفسه على سجيّتها, فلا يردّ لها أمرًا ولا يمنعها من شهوة طيّبة أو خبيثة..
إنّ هذه الحريّة بهذا الشكل الذي تبدو به على أفواه دعاة (حريّة المرأة في السفور) , لتنطلق من مبدأ أساسي, وهو أنّ الإنسان لم يخلق إلاّ لهذه الحياة؛ فمبتدؤه في الرحم, وفناؤه تحت