ويتوجه عليه أن هذه الطير لأي معنى عافت الجماجم، دون عظام السوق والأذرع وغيرها من الأعضاء. وقد اخذ منهم بكر بن النطاح فقال:
وتَرى السباعَ معَ الجوَا ... رحِ فوق عَسْكرنا جَوانحْ
ثقةً بأنَّا لا نَزا ... لُ نُمِير ساغَبِها الذبائح
ساغبها: جائعها، والسغب: الجوع.
ولو تتبعنا جميع ما نظمه الشعراء في هذا الباب، لأتى على اكثر الكتاب.
وقال أبو عامر بن شهيد:
ولمّا تَملاَّ مِن سُكْره ... فَنَام ونَامت عُيون العَسَسْ
دنوتُ إليه على بُعده ... دُنُوَّ رفيق دَرى ما التَمس
أدبُّ إليه دبيبَ الكَرى ... وأسمو إليه سُمَّو النَّفس
وبتذُ به ليلتي ناعماً ... إلى أن تَبسَّم ثغرُ الغلس
أقبّل منه بَياض الطُّلا ... وأرشفُ منه سَوادَ الَّلعَس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute