من بيت شرف اليهود بالأندلس، ذكر القاضي بطليطلة الفقيه المؤرخ المتقن أبو القاسم صاعد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن صاعد في كتاب الطبقات له، أن ابن حسداى هذا من ولد موسى صلى الله على نبينا وعليه. جرى في ميدان البلاغة إلى أبعد أمد، وبنى عراصها بالصفاح والعمد؛ وكانت الذمة تقعده عن مراتب أكفائه، وتجد في طموس رسمه وعفائه، حتى ألحقه الله بأقرانه، وأقاله من متعثر خسرانه؛ فتطهر وأسلم، وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم.
فمن شعره القطعة التي أطلعها نيرة، وترك الألباب منها متحيرة؛ ذكرها أبو نصر الفتح بن خاقان، في كتاب قلائد العقيان:
تَوْريدُ خدّك للأحداق لذّاتُ ... عليه من عَنْبر الأصْدَاغ لامَاتُ