بشر، والخليل. وإذا وقع في وادي الشعر والقريض، فذو لسان طويل وباع عريض. ثم رأى أن الحديث والفقه ثمرة المعارف، وعارفة العوارف؛ فأكثر منهما وأفرط، واستقصر نفسه عن اشتغاله بغيرهما وفرط؛ مع أنه لم تعرف له قط في شبيبته صبوة، ولا اتخذ أهلاً ولا سمعت عنه هفوة. وانفرد في آخر عمره لإقراء القرآن والقيام به، واجتهد في العبادة، ليله راكعا وساجدا. وسأل الله الكريم في جنح الظلام متهجدا لا هاجدا؛ إلى أن مات على أحسن أحواله، مقدما لصالح أعماله. وهو شيخ شيخنا الأستاذ النحوي، أبي القاسم السهيلي؛ قرأ كتاب سيبويه قراءة تفقه وإتقان، وبحث وبيان؛ على نحوي أهل زمانه، أبي الحسين بن الطراوة، واختص به. ولقي الخطيب المصقع أبا الفتح سعدون بن مسعود المرادي، فروى عنه جميع رواياته وتواليفه؛ والأستاذ اللغوي النحوي أبا عبد الله
محمد بن سليمان، المشتهر بابن أخت غانم؛ وقرأ القرآن العظيم على الأستاذ أبي علي المغراوي المتصدر بجامع مالقة. روى بها عن أبى معشر الطبري؛ ولقي الفقيه أبا عبد الله أبي الأديب، والقاضي المتقن