وله رحمه الله بركة ماء بناها في الصماد حية، وقد حضر في مجلسه أعيان الوزراء، ونبهاء الشعراء؛ وهو قاعد على موضع يتداخل الماء فيه، ويتلوى في نواحيه، فقال:
أنظْر إلى حُسن هذا الماء في صَبَبه ... كأَنّه أرْقَمٌ قد جدَّ في هَربِهْ
فاستبدع الكل قوله، فخلع عليهم ومنحهم فضله وطوله - والأرقم: من أسماء الحية - وله أيضاً فيها:
كأَنَّ انسياب الماء في صفحاتها ... حُسامٌ ثقيلُ المتن سُلَّ من الغِمْدِ
تفورُ فوَّارةٌ مستديرةٌ ... لها مُقلٌة زرقاُء موصولَةُ السّهد
أدَرْنَا بها كأساً كأنَّ حَبابها ... حَبابُ سَقيط الطَّلِّ في ورَق الورد
لها في غَدير الماء لألآءُ جَمْرَةٍ ... حكت نَار إبراهيم في اللون والبْرَدْ
وله:
الرّوضُ يَشرب والأنوار تنسكبُ ... والشَّمس تظهر أحياناً وتحتجبُ
وللبَهار على أفنانه زَهَرٌ ... كأنّه فضَّةٌ من فوقها ذَهَب
قال ذو النسبين رضي الله عنه: أهل الأندلس يسمون النرجس البهار واسمه في اللغة العبهر.