للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن رشيق:

موزٌ سريع سوغُه ... من قبل مضغِ الماضغِ

مأكَلٌه لآكل ... ومشربٌ لسائغِ

فالفُم من لينِ به ... ملآنُ مثلُ فارغ

قال ابن شرف: واستخلانا المعز يوما وقال لنا: أخب أن تصنعا لي شعرا تمدحان فيه الشعر الرقيق الخفيف، ربما كان في ساقي بعض النساء، فأني أستحسنه، وقد عاب بعض الضرائر بعض من هذا فيه، وكلهن قارئات كاتبات، فأحب أن أريهن هذا، وأدعى لهن أنه قديم، لأحتج به على من عابه، وأسربه من عيب عليه. فأنفرد كل منا. وأتممنا الشعرين في الوقت.

فكان الذي صنعته أنا:

وبِلقيسةٍ زِينَتْ بشعرٍ ... يَسِيرٍ مثلِ ما يهبُ الشحيحُ

دقيقٍ في خَدَلَّجةٍ رَداحٍ ... خفيفٍ مثلِ جسمٍ فيه رُوح

حكى زغبَ الخدُود وكلُّ خدّ ... به زغبٌ فمعشوقٌ مليح

فإن يكُ صَرْحُ بلقيسٍ زُجاجا ... فمن حَدَق العيون لها صُروح

<<  <   >  >>