هـ - قول أنس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: لما سمع عبد اللَّه بقدوم رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فهذا يدل على أن عبد اللَّه بن سلام بادره قبل غيره من اليهود حرصاً منه - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - على اتباع الحق.
وإذا كان الأمر كذلك فمتى وقعت الأسئلة الخمسة من يهود لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟
و أنّ ابن عبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - ممن تأخرت هجرته إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المدينة؛ لأنه كان صغيراً يتبع أباه، وأبوه لم يهاجر إلا قبل الفتح بقليل. قال ابن حجر:(ثم هاجر قبل الفتح بقليل وشهد الفتح) اهـ، يعني العباس بن عبد المطلب.
وإذا كان الأمر كذلك فابن عبَّاسٍ لم يشهد القصة، بل سمعها من غيره، فلعل من أخبره سمعها متفرقة فجمعها له في سياق واحد، واللَّه أعلم.
* النتيجة:
أن حديث ابن عبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - ليس سبب نزولها؛ لما تقدم من الأسباب آنفة الذكر، وإنما سبب نزولها حديث أنس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - في قصة عبد اللَّه بن سلام، لصحة سندها، وموافقتها للفظ الآية، واتفاق المفسرين على معناها، والله أعلم.