(١) نعم لو كان هذا الاختلاف في حديث سهل بن سعد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لكان اختلافاً مؤثراً في سبب النزول على اعتبار أن السببية مستمدة منه.
وأما قول عدي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: لما نزلت فلا يعني هذا أنه شهد نزول الآية على رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
ولهذا قال الحافظ ابن حجر:(إما أن يؤول قول عدي هذا على أن المراد بقوله: (لما نزلت) أي لما تليت عليّ عند إسلامي، أو لما بلغني نزول الآية أو في السياق حذف تقديره لما نزلت الآية ثم قدمت فأسلمت وتعلمت الشرائع عمدتُ) اهـ.
فإن قال قائل: إذا كان الرجال المذكورون في حديث سهل بن سعد قد تبين لهم الخطأ بنزول قوله: (مِنَ الْفَجْرِ) فكيف يقع عديٌّ في الخطأ مع أن اللفظ بين يديه؟
فالجواب: ما ذكره ابن حجر بقوله: (وأما عديٌّ فكأنه لم يكن في لغة قومه استعارة الخيط للصبح، وحمل قوله: (مِنَ الْفَجْرِ) على السببية فظن أن الغاية تنتهي إلى أن يظهر تمييز أحد الخيطين من الآخر بضياء الفجر، أو نسي قوله:(مِنَ الْفَجْرِ) حتى ذكره بهذا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
* النتيجة:
هي أن قوله:(مِنَ الْفَجْرِ) نزلت بسبب ما وقع من بعض القوم المذكورين في حديث سهل لصحة سنده وتصريحه بالنزول واحتجاج المفسرين به، وهذا ليس بغريب في القرآن فقد نزل قوله تعالى:(غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) بسبب شكوى ابن أم مكتوم وستأتي دراسته إن شاء الله تعالى.
وأما قضية عدي بن حاتم - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فلا علاقة لها بالنزول وعدمه، إنما ارتباطها بفهمه النص فقط واللَّه أعلم.
* * * * *
(١) هذه الصفحة في النسخة المطبوعة وضعت - سهوًا - متأخرة عن ترتيبها، فتم تعديلها. اهـ (مصحح النسخة الإلكترونية).