ناساً من أصحاب رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تحرجوا من غِشْيَانِهِن من أجل أزواجهن من المشركين فأنزل اللَّه - عَزَّ وَجَلَّ - في ذلك:(وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) أي فهن لكم حلال إذا انقضت عدتهن.
وفي رواية للنسائي عن أبي سعيد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: أصابوا سبياً لهن أزواج فوطئوا بعضهن، فكأنهم أشفقوا من ذلك فأنزل اللَّه - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ).
* دِرَاسَةُ السَّبَبِ:
هكذا جاء في سبب نزول هذه الآية وقد أورد جمهور المفسرين حديث أبي سعيد الأول منهم الطبري والبغوي وابن العربي وابن عطية والقرطبي وابن كثير والشنقيطي.
قال القرطبي بعد أن ذكر حديث أبي سعيد:(وهذا نص صحيح صريح في أن الآية نزلت بسبب تحرج أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن وطء المسبيات ذوات الأزواج فأنزل اللَّه تعالى في جوابهم (إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) وبه قال مالك وأبو حنيفة وأصحابه والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو ثور وهو الصحيح إن شاء اللَّه تعالى). اهـ.