هكذا جاء في سبب نزول هذه الآية الكريمة. وقد أورد جمهور المفسرين هذا الحديث وجعلوه سبب نزولها منهم الطبري والبغوي وابن العربي وابن عطية والقرطبي وابن كثير والسعدي وابن عاشور.
وقبل أن أنقل كلام المفسرين في نزول الآية الكريمة يحسن أن أبين أن اللفظ الآخر لحديث ابن عبَّاسٍ، والذي رواه ابن ماجه لا يخالف اللفظ الأول الذي جاء فيه: أنأكل ما نقتل ولا نأكل ما يقتل اللَّه؟ أي كيف نأكل المذكاة التي قتلناها بأيدينا ولا نأكل الميتة التي قتلها اللَّه ولم تذكَّ؟
أما اللفظ الثاني فقالوا فيه: ما ذكر عليه اسم اللَّه فلا تأكلوا، أي ما ذكيتم وذكرتم عليه اسم اللَّه فلا تأكلوا أنتم الذين قتلتموه، وقولهم: وما لم يذكر اسم الله عليه فكلوه، أي الميتة لأن اللَّه هو الذي قتلها، وهذا يوافق اللفظ الأول تماماً. أنأكل ما نقتل ولا نأكل ما يقتل الله؟
وإليك كلام بعض المفسرين في نزول الآية الكريمة:
قال ابن العربي:(مطلق سبب الآية الميتة، وهي التي قالوا هم فيها: ولا نأكل مما قتل اللَّه، فقال الله لهم: لا تأكلوا منها فإنكم لم تذكروا اسم الله عليها) اهـ.
وقال القرطبي:(خاصمهم المشركون فقالوا: ما ذبح اللَّه فلا تأكلوه، وما ذبحتم أنتم أكلتموه فقال اللَّه سبحانه لهم: لا تأكلوا فإنكم لم تذكروا اسم اللَّه عليها) اهـ.
وقال السعدي:(ويدخل في هذه الآية ما مات بغير ذكاة من الميتات فإنها مما لم يذكر اسم اللَّه عليه، ونص اللَّه عليها بخصوصها في قوله: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) ولعلها سبب نزول الآية لقوله: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ