هكذا جاء في سبب نزول هذه الآيات الكريمة، وقد أورد المفسرون هذه الأسباب عند تفسيرها كالطبري والبغوي وابن العربي وابن عطية والقرطبي وابن كثير وابن عاشور والشنقيطي.
فأما حديث عبادة بن الصامت - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فقد قال عنه البخاري: لا يثبت، كما تقدم ذلك في دراسة إسناده.
فيبقى النظر حينئذٍ بين حديث سعد في أن الآية نزلت فيه، وحديث ابن عباس في أن الآية نزلت في اختلاف الصحابة في المغنم يوم بدر.
فأما حديث سعد فيعضده أمور:
أ - أن أحد رواته الإمام مسلم.
ب - أن سعدًا صاحب القصة، وصاحب القصة غالباً أعلم بها من غيره.
جـ - أن سعدًا كان يصرِّح بنزول أربع آيات فيه، هذه الآية إحداها.
وأما حديث ابن عبَّاسٍ فيؤيده لفظ الآية فإن الله قال في كتابه يسألونك ولم يقع في حديث سعد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سؤال، ولهذا قال القرطبي عن حديث سعد:(يقتضي أن يكون ثَمَّ سؤال عن حكم الأنفال، ولم يكن هنالك سؤال عن ذلك على ما يقتضيه هذا الحديث، وقال بعضهم: إن (عن) بمعنى (من) لأنه إنما سأل شيئًا معينًا وهو السيف) اهـ.