للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* دِرَاسَةُ السَّبَبِ:

هكذا جاء في سبب نزول هذه الآية. وقد أورد جمهور المفسرين هذه الأحاديث عند تفسيرها منهم الطبري والبغوي وابن العربي وابن عطية والقرطبي وابن كثير وابن عاشور.

وقد دلّ حديث أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - على صلة الغنائم بقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٦٨) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا).

ومال إلى هذا الطبري فقال: (لولا قضاء من اللَّه سبق لكم أهل بدر في اللوح المحفوظ بأن الله مُحِلٌّ لكم الغنيمة، وأن اللَّه قضى فيما قضى، أنه لا يضل قومًا بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون وأنه لا يعذب أحدًا شهد المشهد الذي شهدتموه ببدر مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ناصرًا دين اللَّه لنالكم من اللَّه بأخذكم الغنيمة والفداء عذاب عظيم) اهـ.

وقال ابن العربي: (لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ) في إحلال الغنيمة لعذَّبتم بما اقتحمتم فيها مما ليس لكم اقتحامه إلا بشرع) اهـ.

وقال القرطبي: (لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ) اختلف الناس في كتاب اللَّه السابق على أقوال أصحها ما سبق من إحلال الغنائم، فإنها كانت محرمة على من قبلنا فلما كان يوم بدر أسرع الناس إلى الغنائم فأنزل الله - عزَّ وجلَّ -: (لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ) أي بتحليل الغنائم) اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>