هكذا جاء في سبب نزول هذه الآية الكريمة. وقد ذكر بعض المفسرين الحديث بنصه كالطبري والقرطبي وابن كثير.
وبعضهم ذكر أحاديث مشابهة كالبغوي وابن عطية وابن عاشور.
قال الطبري:(وذُكر أن هذه الآية والتي بعدها نزلت في قوم من الأعراب جاؤوا ينادون رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من وراء حجراته: يا محمد اخرج إلينا) اهـ.
قال ابن كثير:(وقد ذكر أنها نزلت في الأقرع بن حابس التميمي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فيما أورده غير واحد) اهـ.
قال ابن عطية:(نزلت في وفد بني تميم حيث كان الأقرع بن حابس والزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم وغيرهم وذلك أنهم وفدوا على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فدخلوا المسجد ودنوا من حجر أزواج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهي تسعة فنادوا بجملتهم ولم ينتظروا: يا محمد اخرج إلينا فكان في فعلهم ذلك جفاء وبداوة وقلة توقير) اهـ.
وقال ابن عاشور:(والمراد بالذين ينادون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من وراء الحجرات جماعة من وفد بني تميم جاؤوا المدينة في سنة تسع وهي سنة الوفود وكانوا سبعين رجلاً أو أكثر) اهـ.
قال السعدي: (نزلت هذه الآيات الكريمة في ناس من الأعراب الذين وصفهم اللَّه بالجفاء، وأنهم أجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله، قدموا وافدين على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فوجدوه في بيته وحجرات نسائه فلم يصبروا ويتأدبوا حتى يخرج بل نادوه: يا محمد يا محمد. أي اخرج إلينا،