وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء، إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقًا، فلا تؤذنا به في مجالسنا، ارجع إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول اللَّه، فاغشنا به في مجالسنا فإنا نحب ذلك. فاستب المسلمون والمنتركون واليهود حتى كادوا يتثاورون فلم يزل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يخفضهم حتى سكنوا ... الحديث وليس فيه نزول الآية) اهـ ..
قال ابن حجر في شرح حديث أنس (فقال رجل من الأنصار): (زعم بعض الشراح أنه عبد الله بن رواحة فتتبعت ذلك فوجدت حديث أسامة بن زيد بنحو قصة أنس، وفيه أنه وقعت بين عبد الله بن رواحة وبين عبد الله بن أبي مراجعة، لكنها في غير ما يتعلق بالذي ذكر هنا، فإن كانت القصة متحدة احتمل ذلك، لكن سياقها ظاهر في المغايرة؛ لأن في حديث أسامة أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أراد عيادة سعد بن عبادة فمر بعبد الله بن أبي، وفي حديث أنس - أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دعي إلى إتيان عبد الله بن أبي، ويحتمل اتحادهما بأن الباعث على توجهه العيادة -، فاتفق مروره بعبد الله بن أبي فقيل له حينئذٍ لو أتيته فأتاه، ويدل على اتحادهما أن في حديث أسامة: (فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمَّر عبد اللَّه بن أبي أنفه بردائه. ثم ذكر كلامًا حتى قال: وقد استشكل ابن بطال نزول الآية المذكورة وهي قوله: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) في هذه القصة، لأن المخاصمة وقعت بين من كان مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من أصحابه، وبين أصحاب عبد الله بن أبي، وكانوا إذ ذاك كفارًا فكيف ينزل فيهم (طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ولا سيما إن كانت قصة أنس وأسامة متحدة، فإن رواية أسامة فاستب المسلمون والمشركون.
قلت: يمكن أن يحمل على التغليب، مع أن فيها إشكالاً من جهة أخرى، وهي أن حديث أسامة صريح في أن ذلك كان قبل وقعة بدر، وقبل أن