للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله ألا أسقيك منه؟ قال: (لا حاجة لي فيه). قالت: تقول سودة: واللَّه لقد حرمناه، قلت لها: اسكتي.

فبين الروايتين اختلاف من وجوه:

١ - أن رواية عبيد بن عمير جاء فيها ذكر النزول، أما رواية عروة عن عائشة فقد خلت من ذكر النزول.

٢ - أن المتواطئتين في رواية عبيد بن عمير هما عائشة وحفصة، بينما المتواطئات في رواية عروة بن الزبير هن عائشة، وسودة، وصفية.

٣ - أن ساقية العسل في رواية عبيد بن عمير هي زينب بنت جحش، بينما الساقية في رواية عروة هي حفصة بنت عمر.

فإن قيل: ما هو الراجح من هاتين الروايتين؟

فالجواب: الحافظ ابن حجر جنح إلى التعدد فقال: (وطريق الجمع بين هذا الاختلاف الحمل على التعدد فلا يمتنع تعدد السبب للأمر الواحد).

ومن إنصافه - رحمه الله - ذكره حجج المرجحين لرواية عبيد بن عمير وأن الساقية زينب ومنها:

أولاً: أنها توافق قول ابن عبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - في أن المتظاهرتين حفصة وعائشة كما أخبره عمر بذلك، فقد روى الشيخان عن ابن عبَّاسٍ قال: يا أمير المؤمنين، من اللتان تظاهرتا على رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من أزواجه فقال: تلك حفصة وعائشة. فلو كانت حفصةُ ساقيةَ العسل لم تقرن في التظاهر بعائشة.

ثانياً: أخرج البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - أن نساء رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كُنَّ حزبين: فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والحزب الآخر أم سلمة،

<<  <  ج: ص:  >  >>