للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:
مسار الصفحة الحالية:

الله عنه وهو يخطب باثني عشر درهمًا. وكانت قباء وعمامة وقميصًا وسراويل ورداء وخفين وقلنسوة (١).

نعم هذا تواضع الخليفة الأموي الذي ملأ الأرض عدلاً وزان حياته بالزهد والورع رحمه الله.

قيل: أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام: إذا أنعمت عليك بنعمة فاستقبلها بالاستكانة أتممها عليك.

وتأمل أخي الحبيب في قول كعب: ما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فشكرها لله وتواضع بها لله إلا أعطاه الله نفعها في الدنيا ورفع بها درجة في الآخرة، وما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فلم يشكرها ولم يتواضع بها لله إلا منعه الله نفعها في الدنيا وفتح له طبقًا من النار يعذبه إن شاء الله أو يتجاوز عنه (٢).

أخي المسلم:

هذا حديث الصادق الصدوق الذي لا ينطق عن الهوى - صلى الله عليه وسلم - اجعله على رأسك وأمام عينيك حيث قال: «ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» (٣).

رزقنا الله التواضع، وألزمنا جادة المؤمنين، وجعلنا ووالدينا وذرياتنا وأزواجنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) مدارج السالكين، ص ٣٤٤.
(٢) الإحياء ٣/ ٣٦١.
(٣) رواه مسلم.

<<  <