للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا ينظر في دليل نبوة نبينا - صلى الله عليه وسلم -، وإذا سمع ما يلين قلبه مثل القرآن المعجز هرب لئلا يسمع.

وكذلك كل ذي هوى يثبت عليه، إما لأنه مذهب أبيه وأهله، أو لأنه نظر نظرًا أول فرآه صوابًا، ولم ينظر فيما يناقضه، ولم يباحث العلماء ليبينوا له خطأه (١).

قال الحسن: هل تدرون ما التواضع؟ التواضع: أن تخرج من منزلك فلا تلقى مسلمًا إلا رأيت له عليك فضلاً (٢).

ومن منا الآن يطبق هذا القول على نفسه! وينزلها تلك المنزلة؟ !

بل البعض يأخذه العجب والتيه على عباد الله لدنيا أو علم أو جاه .. وكلها منح وعطايا من الله عز وجل .. ومثلما أعطاها إياه فهو سبحانه قادر على أن يسلبها منه في طرفة عين!

عندما سئل عبد الله بن المبارك عن العجب؟ قال: أن ترى أن عندك شيئًا ليس عند غيرك (٣).

وقال أبو علي الجوزجاني: النفس معجونة بالكبر والحرص والحسد، فمن أراد الله تعالى هلاكه منع منه التواضع والنصيحة والقناعة، وإذا أراد الله تعالى به خيرًا لطف به في ذلك، فإذا هاجت


(١) صيد الخاطر: ص ٥٩٢.
(٢) التواضع والخمول: ص ١٥٤.
(٣) تذكرة الحفاظ ١/ ٢٧٨.

<<  <   >  >>