للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن التواضع من خصال المتقي ... وبه التقي إلى المعالي يرتقي

ومن العجائب عجب من هو جاهل ... في حاله أهو السعيد أم الشقي؟

وفي كلمات واضحة لأمثالنا من أهل الذنوب والمعاصي، أصحاب الكسل والغفلة قال ابن المبارك: إذا عرف الرجل قدر نفسه يصير عند نفسه أذل من الكلب (١).

قال سفيان: إذا عرفت نفسك لم يضرك ما قال الناس (٢).

أخي المسلم:

أول ذنب عصى الله به أبوا الثقلين: الكبر والحرص. فكان الكبر ذنب إبليس اللعين، فآل أمره إلى ما آل إليه. وذنب آدم على نبينا وعليه السلام: كان من الحرص والشهوة، فكان عاقبته التوبة والهداية، وذنب إبليس حمله على الاحتجاج بالقدر والإصرار، وذنب آدم أوجب له إضافته إلى نفسه، والاعتراف به والاستغفار.

فأهل الكبر والإصرار، والاحتجاج بالأقدار: مع شيخهم وقائدهم إلى النار: إبليس.

وأهل الشهوة: المستغفرون التائبون المعترفون بالذنوب، الذين لا يحتجون عليها بالقدر: مع أبيهم آدم في الجنة.

ونعم الله عز وجل التي يغدقها على العباد قد تتحول من نعمة إلى نقمة ومن خير إلى شر إذا صرفت في غير مصرفها الصحيح


(١) حلية الأولياء: ٨/ ١٦٨.
(٢) الزهد للإمام أحمد، ص ٥٠٧.

<<  <   >  >>