للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يدعني أمشي معه، ويخرج من هاهنا وهاهنا، لكي لا يفطن له.

وتأمل حال الأخيار وأهل العلم الأبرار فإنهم يهربون من كل مادح!

قال أحمد بن حنبل: كان سفيان الثوري إذا قيل له إنه رئي في المنام، يقول: أنا أعرف بنفسي من أصحاب المنامات (١).

ولقد يكفيك فيها ... أيها الطالب قوت

ولعمري عن قليل ... كل من فيها يموت (٢)

سأل رجل الإمام مالكًا عن مسألة فقال: لا أحسنها، فقال الرجل: إني ضربت إليك من كذا وكذا لأسألك عنها! ! فقال له مالك: إذا رجعت إلى مكانك وموضعك فأخبرهم أني قد قلت لك إني لا أحسنها (٣).

وقد كثر المفتون في زماننا وبعضهم يبادر بالجواب قبل أن ينتهي السؤال .. ولمعرفة عظم مصيبته وجهله ليعلم أنه يجيب عن الله ورسوله فلينظر بماذا يجيب؟

خرج عبد الله بن مسعود ذات يوم فاتبعه ناس، فقال لهم: ألكم حاجة؟ قالوا: لا ولكن أردنا أن نمشي معك. قال: ارجعوا فإنه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع (٤).


(١) السير ٧/ ٢٥٢.
(٢) ديوان الإمام علي، ص ٥٤.
(٣) حلية الأولياء ٦/ ٣٢٣.
(٤) صفة الصفوة ١/ ٤٠٦.

<<  <   >  >>