للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخي الحبيب: أين نحن من هؤلاء؟ !

قال علي بن ثابت: ما رأيت سفيان الثوري في صدر المجلس قط، إنما كان يقعد إلى جانب الحائط ويستند إلى الحائط ويجمع بين ركبتيه (١).

وعندما قيل لأبي عبد الله - إمام أهل السنة أحمد بن حنبل: ما أكثر الداعين لك؟ فتغرغرت عينه، وقال: أخاف أن يكون هذا استدراجًا.

لو قيلت هذه الكلمة لبعض الناس اليوم .. لأطلق ضحكة تجلجل وأتبعها ما قام به من أعمال في سبيل هذا الدين وعد كل شاردة وواردة! وكل ذلك رفعة ومباهاة مع جهل وغفلة.

قال يونس بن عبيد: دخلنا على محمد بن واسع نعوده فقال: وما يغني عني ما يقول الناس، إذا أخذ بيدي ورجلي فألقيت في النار؟ !

وقال يونس: قلت لأبي عبد الله (يعني أحمد بن حنبل) أن بعض المحدثين قال لي: أبو عبد الله لا يزهد في الدراهم وحدها، قد زهد في الناس. فقال أبو عبد الله: ومن أنا حتى أزهد في الناس! الناس يريدون يزهدون فيَّ.

وقال أبو عبد الله: أسأل الله أن يجعلنا خيرًا مما يظنون، ويغفر لنا ما لا يعلمون (٢).


(١) صفة الصفوة ٣/ ١٤٧.
(٢) الورع لأحمد بن حنبل، ص ١٥٢.

<<  <   >  >>