للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنك ستضعها في يده. وما رأيت سفيان في صدر المجلس قط، إنما كان يقعد إلى جانب الحائط ويستند إلى الحائط ويجمع بين ركبتيه.

إذا شئت أن تزداد قدرًا ورفعة ... فلن وتواضع واترك الكبر والعجبا (١)

قال سعيد بن عامر: قيل إن يونس بن عبيد قال: إني لأعد مائة خصلة من خصال البر ما في خصلة واحدة (٢).

وتأمل في المجالس إلى من يزكون أنفسهم ويمجدون أفعالهم حبًا في الثناء وطمعًا في الشهرة .. وقد كثر هذا في الناس لقلة العلم الشرعي وضعف التقوى ومحبة الدنيا.

قال ابن وهب: سمعت مالكًا يقول: إن الرجل إذا أخذ يمدح نفسه ذهب بهاؤه (٣).

وقال الفضيل: إن استطعت أن لا تكون محدثًا ولا قارئًا ولا متكلمًا. إن كنت بليغًا، قالوا: ما أبلغه، وأحسن حديثه، وأحسن صوته، ليعجبك ذلك فتنتفخ، وإن لم تكن بليغًا ولا حسن الصوت، قالوا: ليس يحسن يحدث، وليس صوته بحسن، أحزنك ذلك وشق عليك فتكون مرائيًا، وإذا جلست فتكلمت فلم تبال من ذمك ومن مدحك، فتكلم (٤).

قال شعبة: ربما ذهبت مع أيوب (السختياني) لحاجة، فلا


(١) التواضع والخمول، ص ١٢.
(٢) السير ٦/ ٢٩١.
(٣) السير ٨/ ١٠٩.
(٤) السير ٨/ ١٠٩.

<<  <   >  >>