للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذن فحذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح" متفق عليه.

إنها آداب إسلامية رفيعة فيها من العفة وغض النظر الكثير قال ابن عمر: من تضييع الأمانة، النظر في الحجرات والدور (١).

روي عن بكر بن عبد الله المزني: أن قصابا أولع بجارية لبعض جيرانه فأرسلها أهلها في حاجة لهم إلى قرية أخرى فتبعها وراودها عن نفسها فقالت له: لا تفعل لأنا أشد حبا لك منك لي ولكني أخاف الله، قال: فأنت تخافينه وأنا لا أخافه، فرجع تائبًا فأصابه العطش حتى كاد يهلك فإذا برسول لبعض أنبياء بني إسرائيل فسأله فقال: ما لك؟ قال: العطش، قال: تعالى حتى ندعو الله بأن تظلنا سحابة حتى ندخل القرية، قال ما لي من عمل صالح فأدعو الله، فادع أنت، قال: أنا أدعو وأمن أنت على دعائي فدعا الرسول وأمن هو فأظلتهما سحابة حتى انتهيا إلى القرية، فأخذ القصاب إلى مكانه فمالت السحابة معه فقال له الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم: زعمت أن ليس لك عمل صالح، وأنا الذي دعوت وأنت الذي أمنت فأظلتنا سحابة ثم تبعتك، لتخبرني بأمرك فأخبره فقال الرسول، إن التائب عند الله تعالى بمكان ليس أحد من الناس بمكانه (٢).

كان ابن السماك ينشد:

يا مدمن الذنب أما تستحي ... والله في الخلوة ثانيكا


(١) الورع لابن أبي الدنيا (٦٦).
(٢) الإحياء (٣، / ١١٤).

<<  <   >  >>