للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التقوى إلا أغناه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا بشر (١).

عليك أخي المسلم: بترك المعاصي في السر وإلى هذا المعنى الإشارة في القرآن بقوله تعالى: {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} كان بعض السلف يقول لأصحابه: زهدنا الله وإياكم في الحرام زهد من قدر عليه في الخلوة فعلم أن الله يراه فتركه من خشيته أو كما قال.

وقال الشافعي: أعز الأشياء ثلاثة: الجود من قلة، والورع في خلوة، وكلمة الحق عند من يرجى أو يخاف (٢).

ذكر أن أعرابيًّا قال: خرجت في بعض الليالي الظلم فإذا أنا بجارية كأنها علم فأردتها عن نفسها فقالت: ويلك أما كان لك زاجر من عقل إذا لم يكن ناهٍ من دين؟ فقلت: إنه والله ما يرانا إلا الكواكب، قالت: فأين مكوكبها (٣).

واتق الله فتقوى الله ما ... أورت قلب امرئ إلا وصل

وهناك الآن من يحاول إفساد المرأة بالنظر والمهاتفة .. أو عن طريق نشر الفساد بين نساء المسلمين .. رحم الله من كانوا قبلنا ... كانوا يسعون لإعفاف المسلمة وسد جميع طرق الفساد حتى لا ترى إلا طريق الحق فتنقاد له وتعرض عن الشر وتبتعد عنه .. إنهم أهل إيمان وأصحاب قلوب حية يرون أن كل مسلمة لهم أخت وعليهم


(١) صيد الخاطر (٥١٣).
(٢) صفة الصفوة (٣/ ١٣٢).
(٣) روضة المحبين (٣٩٥).

<<  <   >  >>