للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو يصلي وابنه في الموت, فقال: ابنك يقضي وأنت تصلي؟ ! فقال: إن الرجل إذا كان له عمل يعمله فتركه يوماً واحداً كان ذلك خللاً في عمله (١).

قال ابن عبد العزيز لأم مات ابنها: اتقي الله واحتسبيه عند الله واصبري, فقالت: مصيبتي به أعظم من أن أفسدها بالجزع (٢).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الصبر على المصائب واجب باتفاق أئمة الدين, وإنما اختلفوا في وجوب الرضا (٣).

ومما يقدح في الصبر والرضا وينافيهما: إظهار المصيبة, والتحدث بها وإشاعتها, سواء كان كلامًا بها بين الأصحاب أو غيرهم, اللهم إلا أن يقول لأصحابه أو لأقاربه: مات فلان, يعني والده أو ولده, ونحو ذلك, وما يريد به إظهار المصيبة, وإنما يريد إعلامهم لأجل الصلاة عليه وتشييعه ونحو ذلك مما هو من فروض الكفايات, ويحصل لهم بذلك القراريط من الأجر (٤).

قال شقيق البلخي: من شكا مصيبة به إلى غير الله, لم يجد في قلبه لطاعة الله حلاوةً أبداً (٥).

وما يصيب الإنسان محن وابتلاء من الله -جل وعلا- فالفتنة


(١) تسلية أهل المصائب ٢٢٤.
(٢) تسلية أهل المصائب ٢٢٤.
(٣) الفتاوى ١١/ ٢٦٠.
(٤) تسلية أهل المصائب ٢٢٦.
(٥) منهاج القاصدين ٣٠١.

<<  <   >  >>