للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كير القلوب, ومحك الإيمان وبها يتبين الصادق من الكاذب, قال تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}. فالفتنة قسمت الناس إلى صادق وكاذب, ومؤمن ومنافق, وطيب وخبيث فمن صبر عليها, كانت رحمةً في حقه, ونجا بصبره من فتنةٍ أعظم منها, ومن لم يصبر عليها وقع في فتنةٍ أشد منها (١).

قال ثابت: أصيب عبدالله بن مطرق بمصيبة فرأيته أحسن شيء شارة وأطيبه (٢).

وكان علي بن أبي طالب يقول: من إجلال الله ومعرفة حقه أن لا تشكو وجعك ولا تذكر مصيبتك (٣).

وعندما سأل رجلٌ الإمام أحمد: كيف تجدك يا أبا عبدالله؟ قال: بخير في عافية, فقال له: حممت البارحة؟ قال: إذا قلت لك: أنا في عافية فحسبك, لا تخرجني إلى ما أكره (٤).

وما يكرهه -رحمه الله- التحدث عن المرض وعدم كتمانه وذلك لما يرجوه من كتمان المرض. فكيف يشتكي العبد ربه إلى مخلوق مثله, وأما إذا كان الإخبار على سبيل الاستعانة بإرشاده أو معاونته والتوصل إلى زوال ضرره, لم يقدح ذلك في الصبر.


(١) إغاثة اللهفان ٢/ ١٦٢.
(٢) تسلية أهل المصائب ٢٢٤.
(٣) مختصر منهاج القاصدين ٢٩٩.
(٤) مختصر منهاج القاصدين ٢٩٩.

<<  <   >  >>