للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* بعث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- برسالة إلى أبي موسى الأشعري فيها: عليك بالصبر واعلم أن الصبر صبران, أحدهما أفضل من الآخر, الصبر في المصيبات حسن وأفضل منه الصبر عما حرم الله تعالى (١).

وإذا تأملت -أخي- حكمته سبحانه فيما ابتلى به عباده وصفوته بما ساقهم به إلى أجل الغايات وأكمل النهايات, التي لم يكونوا يعبرون إليها إلا على جسر من الابتلاء والامتحان, وكان ذلك الجسر لكماله, كالجسر الذي لا سبيل إلى عبورهم إلى الجنة إلا عليه, وكان ذلك الابتلاء والامتحان عين المنهج في حقهم والكرامة, فصورته صورة ابتلاء وامتحان, وباطنه فيه الرحمة والنعمة, فكم لله من نعمة جسيمة, ومنّة عظيمة تجنى من قطوف الابتلاء والامتحان (٢).

قال وهب بن منبه: رءوس النعم ثلاثة: فأولها نعمة الإسلام التي لا تتم نعمة إلا بها, والثانية نعمة العافية التي لا تطيب الحياة إلا بها والثالثة نعمة الغنى التي لا يتم العيش إلا به (٣).

ولو رأيت في نفسك وفي من حولك لحمدت الله الذي أسبغ عليك نعمه ظاهرةً وباطنةً ولا نخرج في حالنا عن ما قاله عبد الملك


(١) الإحياء ٤/ ٦٥.
(٢) مفتاح دار السعادة ٢٩٩.
(٣) عدة الصابرين ١٨١.

<<  <   >  >>