للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

علامات التيقظ والتنبه

قال ابن مسعود: إياكم وفضول الكلام حسب امرئ ما بلغ حاجته (١).

وحتى فضول الكلام الذي هو دون الضرر فإنه حسرات يوم القيامة لأن أزمنة في ما لا فائدة فيه حسرة وندامة ...

قال بعض السلف: يعرض على ابن آدم يوم القيامة ساعات عمره، فكل ساعة، لم يذكر الله فيها تتقطع نفسه عليها حسرات.

من هنا يعلم أن ما ليس بخير من الكلام فالسكوت عنه أفضل من التكلم به، اللهم إلا ما تدعو إليه الحاجة مما لا بد منه (٢).

وما أدري وإن أملت عمرًا ... لعلي حين أصبح لست أمسي

ألم تر أن كل صباح يوم ... وعمرك فيه أقصر من أمس (٣)

قال ابن عباس رضي الله عنهما: يا لسان قل خير تغنم، أو اسكت عن شر تسلم (٤).

فإن العبد لا يبلغ حقيقة الإيمان حتى يحل بذروته ولا يحل بذروته حتى يكون الفقر أحب إليه من الغنى، والتواضع أحب إليه من الشرف، وحتى يكون حامده وذامه عنده سواء، وإن الرجل ليخرج من بيته ومعه دينه فيرجع وما معه من شيء، ويأتي الرجل


(١) جامع العلوم والحكم: (١٦١).
(٢) جامع العلوم والحكم: (١٦١).
(٣) جامع العلوم والحكم: (٤٦٦).
(٤) كتاب الصمت (٦٦).

<<  <   >  >>