للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولا يملك له ولا لنفسه ضرا ولا نفعا، فيقسم له بالله إنك لذيت ولذيت، فيرجع وماجني من حاجته بشيء ويسخط الله عليه (١).

فهذا الرجل عاد وقد أسخط الله جل وعلا بسبب لسانه الذي لم يتحفظ منه بل أطلقه بالإيمان الكاذب، هذا موقف واحد.

أما من تربع في مجلس ساعات طوال لم يسلم المسلمون من لسانه غيبة ونميمة وإفشاء سر وإشاعة فاحشة فإن ذلك محاسب عليه .. لا يرى عيبا إلا أشاعه ولا يسمع حديثا إلا تكلم به.

قال عبد الله بن مسعود، كفى بالمرء إثما، أن يحدث بكل ما سمع (٢).

أخي الكريم:

ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال لتكون من المحسنين:

أحدهما: إنك إن لم تنفعه فلا تضره.

والثانية: إن لم تسره فلا تغمه.

والثالثة: إن لم تمدحه فلا تذمه (٣).

فإن أكثر الناس خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس كما قال ذلك محمد بن سيرين (٤):

فإن عبت قوما بالذي فيك مثله ... فكيف يعيب الناس من هو أعور؟


(١) الفوائد: ١٩٣.
(٢) تذكرة الحفاظ: ٣.
(٣) تنبيه الغافلين (١/ ١٧٨).
(٤) كتاب الصمت (١٠٤).

<<  <   >  >>